إذا كان بإمكان الاحتياطي الفيدرالي تحمل تباطؤ التوسع النقدي، فلماذا لا ينبغي للبنك المركزي الأوروبي أن يفعل الشيء نفسه؟ تشير تصريحات رئيس البنك المركزي الألماني، يواكيم ناغل، إلى أنه مع اقتراب البنك المركزي الأوروبي من مستوى محايد، ينبغي عليه المضي بحذر. بالإضافة إلى ذلك، ساعدت الشائعات حول المفاوضات لإنهاء الصراع المسلح في أوكرانيا زوج اليورو/الدولار الأمريكي على الصمود أمام بيانات التضخم القوية في الولايات المتحدة وشن هجوم مضاد. ومع ذلك، في محاولته الأولى، فشل الزوج في تحقيق تقدم صعودي كبير.

ديناميكيات أسعار البنك المركزي الأوروبي

عندما اندلعت الأعمال العدائية في أوروبا الشرقية في فبراير 2022، كان اليورو يتداول فوق 1.14 دولار، مع توقعات بمواصلة ارتفاعه بسبب تعافي الطلب المحلي بعد الجائحة. ومع ذلك، تسببت الاضطرابات في إمدادات النفط والغاز من روسيا في أزمة طاقة، مما دفع الاتحاد الأوروبي إلى زيادة الإنفاق العسكري مع تقليص مخصصات الميزانية الأخرى. أدى ذلك إلى هروب رأس المال من أوروبا، مما تسبب في انخفاض سعر صرف اليورو/الدولار الأمريكي إلى ما دون التكافؤ بحلول خريف 2022.

إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام بين موسكو وكييف، فقد نشهد انخفاضًا في النفقات الدفاعية، وتراجعًا في أسعار الطاقة، وتقليل المخاطر الجيوسياسية التي ستعيد اهتمام المستثمرين بمنطقة اليورو. مؤخرًا، أثارت مكالمة هاتفية بين رئيسي الولايات المتحدة وروسيا ارتفاعًا في اليورو والعملات الأوروبية الأخرى.

على الرغم من أن هذا قد يكون مجرد بداية لعملية التفاوض على السلام، فإن حقيقة اتخاذ الخطوات الأولية لها تأثير إيجابي على الأصول ذات المخاطر وتساهم في إضعاف الدولار الأمريكي، الذي يُنظر إليه تقليديًا كعملة ملاذ آمن.

ومع ذلك، لا تزال حالة عدم اليقين قائمة. لا تزال مواقف موسكو وكييف متباعدة، ويعني عدم القدرة على التنبؤ بدونالد ترامب أنه يمكن أن يعرقل العملية في أي لحظة. نتيجة لذلك، من غير المرجح أن تكون الحركة الصعودية لليورو/الدولار الأمريكي خطية. لا تزال هناك العديد من العقبات أمام الثيران، مع تحديات كبيرة تشمل السياسات الحمائية الأمريكية وتوقعات سوق العقود الآجلة التي تتنبأ بتخفيض واحد فقط في معدل الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في عام 2025. ومن الجدير بالذكر أن توقعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في ديسمبر تضمنت توقعات لعمليتي تيسير نقدي.

توقعات معدلات السوق للاحتياطي الفيدرالي

لا يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين يحيط بسياسات التعريفات الجمركية لدونالد ترامب. إذا اختار الرئيس الأمريكي تنفيذ تعريفات متبادلة بدلاً من تعريفات شاملة، فقد يقوم الشركاء التجاريون بتقليل الحواجز أمام دخول السلع الأمريكية. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تسريع التجارة الدولية بدلاً من إبطائها، مما يفيد الاقتصاد العالمي والعملات الدورية مثل اليورو. نظرًا للسيناريوهات المحتملة المختلفة، من المرجح أن يظل زوج اليورو/الدولار الأمريكي في حالة تماسك على المدى المتوسط حتى تتضح الأمور بشكل أكبر.

من الناحية الفنية، تشير الرسوم البيانية اليومية لزوج اليورو/الدولار الأمريكي إلى أن المتداولين المتفائلين حاولوا تفعيل نمط 1-2-3 صغير لتمديد التصحيح. كانت المحاولة الأولى لكسر المقاومة عند 1.0435 غير ناجحة؛ ومع ذلك، فإن محاولة ثانية ناجحة قد تقدم فرصًا للشراء. وعلى العكس، إذا انخفض السعر إلى ما دون مستوى المحور 1.0355، فسيشير ذلك إلى العودة إلى المراكز القصيرة.